أخبار
الشرطة الأسترالية تعلن طعن الأسقف الآشوري “عملا إرهابيا”
أعلنت الشرطة الأسترالية أنها تتعامل مع عملية الطعن في كنيسة سيدني على أنه “عمل إرهابي”، بدوافع دينية.
وكانت الشرطة اعتقلت طفلاً، عمره 16 عاما، بعدما تعرض أسقف وقسيس، وعدد من أعضاء الكنيسة لهجوم، أثناء قداس في كنيسة “الراعي الصالح” الآشورية.
وأصيب أربعة أشخاص على الأقل، بجروح غير خطيرة، وفق تقرير الشرطة. وأصيب الطفل المشتبه فيه، أيضا بجروح.
وشوهد الحادث، في بث مباشر على الإنترنت، فأثار غضباً واضطرابات في منطقة ويكلي.
وتعّرف الشرطة الأسترالية الأعمال “الإرهابية”، بأنها الهجمات، التي تكون دوافعها أيديولوجية. ولا تزال التحقيقات جارية، ولكنها مقتنعة أن هذه القضية تتعلق بالتطرف الديني.
ورفضت السلطات مراراً كشف ديانة المتهم بالهجوم.
وانتشرت صور الهجوم، انتشاراً واسعاً على مواقع التواصل الاجتماعي، ليل الاثنين. وتجمعت حشود من الغاضبين أمام الكنيسة الأرثوذكسية الآشورية، التي تقع على بعد 35 كيلومتراً، جنوب غربي المدينة.
واشتبكت الحشود بالمئات مع أفراد الشرطة الذي كانوا يحرسون الكنيسة، حيث كان المشتبه به يتلقى الرعاية على يد المسعفين.
وأصيب شرطيان بجروح، أحدهما كسر فكه، بعدما تلقى ضربة بالألواح. وخرّب الغاضبون 10 سيارات تابعة للشرطة. وتحصّن المسعفون، داخل الكنيسة، لمدة 3 ساعات، خوفاً على أنفسهم من الحشود الغاضبة.
ودعا رئيس الوزراء أنتوني ألبنيز، إلى اجتماع طارئ للوكالات الأمنية الوطنية، واصفاً الهجوم بأنه “مثير للقلق”.
وقال، في محاولة لمنع اندلاع المزيد من العنف: “نحن أمة محبة للسلم، لا مكان بيننا للتطرف العنيف”، داعياً الناس إلى عدم اللجوء إلى “الثأر خارج القانون”.
وتحدثت مديرة الشرطة في نيو ساوث ولز، كارن ويب، الثلاثاء لوسائل الإعلام، قائلة إن “الأسقف والراهب يخضعان لجراحة، وقد نجيا من الموت لحسن الحظ”.
وكشفت الكنيسة عن اسم الراهب وهو الأب إسحاق رويل، أما الأسقف فاسمه مار ماري إيمانويل. والأسقف إيمانيول، الذي نُصّب عام 2011، شخصية مثيرة للجدل، يتابع مواعظه الملايين على مواقع التواصل الاجتماعي.
وذكرت مديرة الشرطة أن الطفل علّق بكلمات دينيّة، عندما اقترب من الأسقف، وهو ما جعل الشرطة تعتقد أن اختيار توقيت الهجوم أثناء البث المباشر، الهدف منه “تخويف”، ليس الحاضرين في الكنيسة فحسب، بل المتابعين على الإنترنت أيضا.
وقالت إنّ المشتبه فيه تصرف بمفرده، وعلى الرغم من أنه “معروف لدى الشرطة”، فإنه لم يكن على قوائم “الإرهاب”.
وتلقى المشتبه فيه العلاج أيضاً، بعدما أصيب بجروح في أصابعه. ولا تعرف الشرطة ما إذا كانت جروحه من السلاح، الذي كان يحمله، أم أنه أصيب عندما تصدى له الحاضرون في الكنيسة.
ويأتي هذا الحادث بعد أيام من حادث منفصل، تسبب في صدمة في البلاد، عندما قتل رجل سبعة أشخاص طعناً، في مركز تسوق في سيدني.
وقال رئيس حكومة مقاطعة نيوساوث ولز، كريس مينز، إن “المقاطعة تمر بأوقات عصيبة، وهناك قلق وتوتر في المجتمع”، ودعا إلى الهدوء، مردداً نداء الزعماء الدينيين.
“الرسالة التي وجهها الزعماء الدينيون عالمية ومتطابقة، وهي نبذ العنف بكل أشكاله. وثقتهم كبيرة في الشرطة، وفي تحقيقاتها”.
وأضاف أنّ أي محاولة “للانتقام”، ستتعامل معها الشرطة بقوة القانون.
وذكرت السيدة ويب أنّها شكلت فرقة من الشرطة للبحث عن المشاركين في أعمال الشغب، وقالت: “سنبحث عنكم، وسنجدكم، وسنقبض عليكم”.
ووصف مدير مصلحة الإسعاف أيضا تصرف الغاضبين بأنه “شائن”.
وقال دومينيك مورغان: “لا بد أن يحظى الرجال والنساء، الذين يقدمون الرعاية والعلاج للناس كل يوم، باحترام ودعم المجتمع”.
ويعرف حي ويكلي بأنه تجمع للمسيحيين الآشوريين في سيدني. الكثير منهم هربوا من القمع والحرب في العراق وسوريا.
ويعد الأسقف إيمانويل من وجهاء المجتمع هناك. ووصفته النائبة عن المقاطعة، داي لي، بأنه “إنسان طيب وأصيل”.
ولكنّ علاقته بالكنيسة الآشورية عرفت بعض التوتر، إذ يعتقد أنه تعرض للتوقيف، بعدما خالف القوانين الداخلية، وحاول تأسيس كنيسة منشقة.
وعام 2021 عرف بمواقفه المعارضة لقيود كوفيد 19، واصفاً الحجر الصحي في أستراليا بأنه يشبه العبودية، واللقاحات بأنها بلا قيمة.
المصدر : بي بي سي