سلايد 1سياسةمعارض ومؤتمرات
ناشطة في الدفاع عن حقوق المرأة: “لهذه الأسباب رفضت عرضًا بالترشح للبرلمان”
يأتي يوم المرأة العالمي هذا العام وغمامة من التساؤلات تخيم على مكانة المرأة ودورها في الحياة العامة والسياسية في أستراليا. فبعد أسبوعين من الجدل حول قدرة المرأة على اجتياز الصعوبات والتمتع بالأمان في مكان العمل، صدرت دعوات لتمكين المزيد من النساء على دخول المعترك السياسي والسير فيه قدما.
وتقول الناشطة في الدفاع عن حقوق المرأة هناء عصافيري إن الكثير قد تحقق لجهة حصول النساء على حقوقهن خلال المئة عام الماضية وتواجد المرأة في كل جوانب الحياة العامة من سياسية واقتصادية، لكنها تشير إلى أن المجتمع بشكل عام تغير أيضا.
وتضيف بأن المنظومة الاجتماعية والسياسية الحالية تستخدم المرأة أيضا، ولا تؤمن لها شبكات الدعم أو التقدير اللازم على كل ما تقوم به من واجبات منزلية وخارج المنزل بالوقت نفسه.
وتقول هناء عصافيري إنه قد طلب منها في السابق الترشح للبرلمان عن أحد الأحزاب السياسية لكنها رفضت للأسباب عينها التي تجعل النساء في موقف صعب والتي تتكشف الآن من خلال الأحداث التي يشهدها البرلمان الأسترالي، وحديث الكثير من النساء عن وجود ثقافة ذكورية تستمر بتهميش النساء.
وقالت “نظام الأحزاب لا يسمح بالرأي الفردي المستقل، وأنا ولدت حرة، ولا يمكنني التماهي مع قرارات ومواقف لا أوافق عليها، ولهذا السبب رفضت الترشح للبرلمان كممثلة لحزب”.
ففي يوم يفترض فيه أن يكون احتفالا بإنجازات النساء حول العالم، يمر يوم المرأة العالمي هذا العام والأجواء في أستراليا ملبدة بغيوم من الأحاديث حول تعرض النساء اللواتي يدخلن المعترك العام، لتحرشات جنسية وانتقادات، وكلام مهين وتشكيك إن هن قررن التحدث عن المضايقات التي يتعرضن لها.
ويحمل هذا اليوم شعار “اختاري التحدي” فما هي التحديات التي تواجه النساء في أستراليا علما بأنه يوجد حاليا 86 امرأة مقارنة مع 141 رجلا في البرلمان الفدرالي.
ويأتي هذا اليوم أيضا في الوقت الذي أظهرت فيه دراسة أن الفرق في الأجور قد اتسع بين الرجال والنساء في أستراليا خلال جائحة كوفيد. فلقد عانت النساء من خسائر أكبر في الوظائف، وعُدْن إلى العمل بدوام جزئي أو مؤقت.
وتقول هناء عصافيري إن ما يحصل الآن من نقاشات حول ضرورة مراجعة الثقافة الذكورية المهيمنة على أروقة العمل السياسي في أستراليا، وكيفية تعامل المؤسسات مع المظالم التي تتعرض لها النساء، يمثل نقطة تحول مهمة.
وتضيف “المرأة التي تصل، تصل فقط لأنها تتماهى مع المنظومة التي تعزز امتيازات الرجل، وتُشعر المرأة بأنها محظوظة لدخولها هذا المعترك”.
“توجد فرصة الآن لتحدي المنظومة بكل أشكالها – القانونية والسياسية – لأن النساء بدأن بالحديث عنها والمطالبة بإصلاحها، وهذا يمثل فرصة جيدة لإعادة تشكيل المنظومة، وإذا كانت هناك نية صادقة لتمكين المرأة فالآن هو الوقت المناسب”.
كما ودعت هناء عصافيري النساء إلى العمل سوية على رغم الاختلافات: “يجب على المرأة أن تنظر في المرآة وتسأل نفسها: هل أنا جزء من المشكلة أو الحل؟”
وختمت بالقول “الآمال الآن معلقة على الجيل الجديد الذي يحمل نظرة مختلفة عن جيلنا”.
جدير بالذكر أن البرلمان الفدرالي وافق على إجراء مراجعة لطريقة التعامل مع شكاوى التنمر، التحرش والاعتداء الجنسي ضمن البرلمان. ومن المتوقع أن تحمل النتائج توصية بإنشاء هيئة خاصة للنظر في هذه الشكاوى.
وفي ولاية فيكتوريا سوف يبدأ فريق عمل بالنظر في ادعاءات التحرش الجنسي في مكان العمل، وسوف ينظر في تقوية أطر السلامة في مكان العمل، وتحديد واجبات رب العمل، وتشجيع العاملين على رفع الصوت ودعمهم.
المصدر: SBS