في الوقت الذي ما تزال فيه الفضائح الجنسية ومزاعم التحرش تهز أركان مبنى البرلمان في العاصمة كانبرا، بدأت حكومة الائتلاف باتخاذ اجراءات “ترميم” لبيئة العمل التي وُصمت بالـ “سامة” لا سيما في أعقاب ادعاء الموظفة الأحرارية السابقة بريتني هيغينز تعرضها للاغتصاب في مكتب السناتور ليندا رينولدز في 2019.
وطرحت النائبتان الأحراريتان كاتي ألين وسارة هندرسون فكرة فرض قيود على تعاطي المواد الكحولية في أماكن العمل البرلمانية، لا بل ذهبتا إلى اقتراح إجراء فحوصات كحول ومخدرات للسياسيين وهم على رأس عملهم.
وجاء هذا الاقتراح المثير للجدل قبل أيام من إعلان رئيس الوزراء سكوت موريسون لتعديل وزاري تضمن نزع حقائب وزارية رفيعة عن المدعي العام الفدرالي السابق كريستيان بورتر ووزيرة الدفاع ليندا رينولدز ورفع تمثيل المرأة في مجلس الوزراء إلى 30% بواقع 7 حقائب من أصل 23 وتشكيل “لجنة للدفاع عن حقوق المرأة” بقيادة وزيرة الخارجية ماريز باين.
وتزامن كل ذلك مع إعلان النائب الأحراري أندرو لامينغ – النائب عن ولاية كوينزلاند – أنه سيترك السياسة في الانتخابات القادمة بعد سلسلة من القصص حول “سلوكه السيء” تجاه النساء ومزاعم تنمره على امرأتين على شبكة الانترنت وتصويره لمؤخرة امرأة في مدينة بريزبن دون اذنها.
ومن جانبها، رحّبت طبيبة العائلة د. سناء باريش بالمقترح قائلة إن البرلمان والعاملون به جزء من المجتمع وأضافت: “هناك اختبارات الكحول للسائقين مثلا فلم لا يتم تطبيق ذلك في اماكن العمل. الكثير من الشركات تطلب تحليل دم وبول من الموظفين الجدد قبل انضمامهم للتحققق من مسألة تعاطي الكحول والمخدرات كشرط للحصول على الوظيفة.”
أما رئيس الوزراء فبدا منفتحاً على المقترح كذلك، ولكنه أشار في ذات الوقت إلى ضرورة “إصلاح ثقافة مكان العمل” أيضاً.
وأضافت د. باريش ان ممثلي الشعب في البرلمان يجب أن يعكسوا صورة مشرقة عن البلاد وأن مجرد الحديث في احتمال أن بعضهم قد يتعاطى المواد الكحولية في مكان العمل يعد “تصرفاً غير لائق”.
أما بالنسبة لتأثير الكحول على الأشخاص فإن ذلك يعتمد على عوامل عدة حسب ما قالت د. باريش: “العمر والجنس يلعبان دوراً هنا فالنساء إجمالاً أكثر تأثراً وكذلك صغار السن وأصحاب البنية الجسدية الصغيرة. وهناك أيضاً من يعانون من أمراض مزمنة كالسكري ويتعاطون أدوية معينة يكون تأثير الكحول عليهم أشد وطأة.”
وشرحت د. باريش الكيفية التي يتعامل بها الجسم مع الكحول قائلة: “في حال تناول الشخص 2 او 3 مشروبات كحولية خلال فترة المساء والليل، فإن الجسم قادر على تنظيف نفسه من الآثار خلال ساعة واحدة لكل مشروب كحولي. إذا أجرى الشخص اختباراً للكحول بعد 3 ساعات سيعود سلبياً.”
وأخيراً، أكدت طبيبة العائلة على عدم قدرة الشخص المخمور على التحكم بتصرفاته بحيث يكون حكمه ضعيفاً على الأمور وغير قادر على العمل بشكل سليم.
المصدر: SBS