نشر معهد ستوكهولم لأبحاث السلام تقريراً كشف فيه عن ارتفاع قيمة الانفاق العسكري الاجمالي في العالم لعام 2020 على الرغم من جائحة فيروس كورونا التي ألقت بظلال ثقيلة على كل جوانب الحياة متسببة بتباطؤ اقتصادي في شتى المجالات.
ووفقاً لما ورد في هذا التقرير فإن دول العالم أنفقت تريليوني دولار (ألفي مليار) وبزيادة قدرها 2.6% مقارنة بعام 2019. وفي ذات الفترة، انخفض الناتج المحلي الاجمالي بمقدار 4.4% بسبب تداعيات فيروس كورونا الذي حصد أرواح أكثر من ثلاثة ملايين شخص.
وحلّت الولايات المتّحدة على رأس قائمة الدول الأكثر انفاقاً على الجوانب العسكرية وبقيمة تجاوزت 770 مليار دولار أي حوالي 39% من اجمالي الانفاق العسكري في العالم بأسره.
وفي المركز الثاني، حلّ العملاق الصيني الذي ناهزت نفقاته العسكرية حوالي الثانية حلّت الصين التي وصلت قيمة نفقاتها العسكرية في 2020 إلى 260 مليار دولار أي حوالي 13% من اجمالي الانفاق العالمي.
ويأتي هذا التقرير في وقت تشهد فيه العلاقات الأسترالية الصينية توتراً غير مسبوق منذ أن طالبت أستراليا بتشكيل لجنة دولية للوقوف على أصل فيروس كورونا، تبع ذلك فرض الصين لتعرفات جمركية باهظة على الصادرات الأسترالية مثل الخشب والكركند والنبيذ.
وقال المحلل العسكري والجنرال السابق في الجيش اللبناني وجيه رافع ان العالم “غير مستقر” والتوترات في كل مكان: “بدأنا نشهد منذ بداية عهد ترامب عودة إلى النزاعات والتوترات . العالم يعيد تشكيل علاقاته وعلى أبواب نظام جديد عناصره غير واضحة بعد.”
وفي نفس السياق، أعلن رئيس الوزراء موريسون عن حزمة دفاع بقيمة 747 مليون دولار في المقاطعة الشمالية بعد أن حذر المستشار في وزارة الشؤون الداخلية مايكل بيزولو من أن “طبول الحرب تُقرع” وأن أستراليا يجب أن تكون مستعدة “لتوديع المحاربين مرة أخرى للقتال.”
ورغم قناعته بأن النظام الأسترالي “منضبط وفعال”، قال رافع ان التصريحات الصادرة عن وزارة الأمن الداخلي ليست “بالوناً سياسياً”.
وأشار المحلل العسكري إلى تباين وجهات النظر في أستراليا حول الصين في العقد الماضي: “البعض يقول أن الصين لم تؤذينا وهي أكبر شريك تجاري للبلاد والتعاون معها ضروري في مقابل من يتحدث عن انعدام الثقة فيها وضرورة اتخاذ اجراءات الحيطة والحذر من الأطماع الصينية في أستراليا.”
واعتبر رافع هذه التصريحات النارية بمثابة “كلام تحفيزي واثارة للشعور القومي في البلاد.”
وعن قدرات الجيش الأسترالي وقدرته على حماية البلاد، أشار رافع إلى أن استراليا تطمح في السنوات لقادمة لأن تمتلك قوة نووية متوسطة رادعة فضلاً عن سعيها لتطوير ترسانتها من الغواصات ضمن “إطار دفاعي”.
وأضاف: “الجيش الاسترالي محترف وفي قواعده الثلاثة التدريب والتنظيم على مستوى عال. هناك نقص في التسلح ولكن الحكومة اتخذت اجراءً بهذا الخصوص وصدر قرار يقضي برفع موازنة الدفاع خلال العقد القادم بمقدار 300 مليار دولار لتطوير الدفاعات الصاروخية.”
المصدر: SBS