وزير التعليم الفدرالي يدق ناقوس الخطر ويقول إن أستراليا تحتاج إلى 10 سنوات لإصلاح أدائها المدرسي السيء والعودة إلى مصافي الدول العشر الأفضل على الصعيد التعليمي. ولكي يتحقق ذلك يجب أن تتعلم أستراليا من دول لديها أداء عالٍ مثل فنلندا وسنغافورة.
أعلن وزير التعليم والشباب في الحكومة الفدرالية ألان تادج أن أستراليا بحاجة لعشر سنوات للحاق بركب الدول المتقدمة في مستوى التعليم بعدما تم الكشف عن تراجع كبير في مجالات الرياضيات والعلوم والقراءة في السنوات العشرين الماضية.
وأشار الوزير تادج، أنه وعلى الرغم من زيادة التمويل للمدارس فإن تصنيف أستراليا في القراءة، والعلوم والرياضيات، قد تراجع بين بلدان منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية وفي العقدين الماضيين.
وبعد أن كانت أستراليا تحتل المرتبة الرابعة عالمياً في القراءة، والمرتبة الثامنة في العلوم، والمرتبة 11 في الرياضيات في أوائل الألفية الجديدة، تراجعت إلى المرتبة 16 في القراءة، والمرتبة 17 في العلوم والمرتبة 29 في الرياضيات بحلول عام 2018.
وقال الوزير تادج: “إن لهذا الأمر تداعيات عميقة لو نظرنا إليه على مدى 20 عامًا، فسوف يؤثر على إنتاجيتنا على المدى الطويل وقدرتنا التنافسية إذا لم نتمكن من رفع مستوى أدائنا التعليمي”.
وتقول الدكتورة بتول عبد العزيز المحاضرة في مادة الرياضيات في جامعة RMIT في حديث مع SBS Arabic24 إن المشكلة هو أن هناك فكرة عامة سائدة عند الطلاب وهي أن الرياضيات والعلوم من المواد الصعبة، فيفضلون أن لا يركزوا عليها بينما يركزون على مواد أخرى.
وتشير الدكتورة بتول عبد العزيز إلى أن الحل يكمن في جعل هذه المواد قريبة من مدارك الطلاب في الحياة العملية والعادية، فيجب أن تُدرّس بطريقة تطبيقية تظهر أهميتها واستخداماتها في الحياة اليومية.
وتشير إلى أن الجميع مسؤول عن إصلاح القطاع التعليمي: “المدارس ووزارة التعليم التي يجب أن تضع المناهج التي يجب أن تشمل نشاطات حول كيف تستعمل هذه المواد بالحياة العادية، كما يجب أن يتم تدريب المعلمين على طرق لتشجيع التلاميذ لكي يحبوا هذه المواد”.
وتشير كذلك إلى أن حب المواد العملية يجب أن يبدأ منذ الصغر، لأن تعلمها هو عملية تراكمية، والأساس الصلب مهم منذ البداية.
وحول السبب الذي دفعها هي شخصيا إلى التخصص في مادة الرياضات والحصول على شهادة الدكتوراه فيها، قالت الدكتورة بتول عبد العزيز:
اعتبرت الرياضيات مثل أي مادة ثانية، أحب الأرقام، وأحببت التحدي، فالرياضيات هي كالمشكلة التي تحتاج إلى حل، وأنا أحببت ذلك وأنا صغيرة، كان عندي تحد لكي أذلل هذه الصعوبات”.
وقال وزير التعليم الاسترالي ألان تادج خلال عرضه لخطة جديدة لإنقاذ قطاع التعليم في أستراليا “يجب أن نضع لأنفسنا هدفًا لعام 2030 لنتمكن من الدخول مجددا ضمن المجموعة الأولى من الدول عبر المجالات الرئيسية الثلاثة: القراءة والرياضيات والعلوم. كنا دائما ضمن المجموعة الأولى وهذا يعني أنه باستطاعتنا العودة إلى ذلك المستوى من جديد”.
وأشار إلى أن هناك ثلاث نواح يجب التركيز عليها وهي: نوعية التعليم والمنهاج والامتحانات.
جدير بالذكر أن التمويل الحكومة الفدرالي للمدارس قد زاد بنسبة 80 بالمئة، ورصدت الحكومة رقما قياسيا للتعليم بلغ 23.4 مليار دولار، كما ووعدت بزيادة إضافية بنسبة 40 بالمئة ليصل المبلغ غلى 32.8 مليار دولار بحلول عام 2029.
المصدر: SBS